تسوية لبنانية لبنانية أوصلت دياب

تسوية لبنانية لبنانية أوصلت دياب والموقف الدولي بشأنه لم يتّضح بعد

  • تسوية لبنانية لبنانية أوصلت دياب والموقف الدولي بشأنه لم يتّضح بعد

عربي قبل 4 سنة

+-

تسوية لبنانية لبنانية أوصلت دياب والموقف الدولي بشأنه لم يتّضح بعد

بعد يوم واحد على تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الى لبنان بطلب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فجاءت خطاباته من على منابر المؤسسات الرسميّة التي زارها "ودودة" تجاه عمليّة التكليف، ومحاولات دياب الوصول الى حكومة خلال شهر أو شهر ونصف كحد أقصى، ولكن ما لم يقله هيل في تصريحاته هو حجم العناد الذي يُواجَه به في ملفّ الحدود البحريّة والبريّة.

"تمنى هيل التوفيق لرئيس الحكومة المكلّف حسّان دياب بمهمته لاسيما وأن أميركا تدعم اي جهد لتحقيق الاصلاحات ومكافحة الفساد، كما أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة لبنان في المجالات كافة فور تشكيل الحكومة"، ولكن من كان مطّلعا على خفايا الأيام الماضية وما سبقها بكثير، يجد أن واشنطن كانت طرفا دائما في الصراع الداخلي اللبناني، وفي هذه المرحلة كانت الرافعة الأولى والأبرز لمطلب حزبي "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" بحكومة تكنوقراط خالية من السياسيين، الامر الذي لن يتحقق، ولكن بالمقابل ما لم يتحقق أيضا، حتى اللحظة، هو مطلب قوى 8 آذار بترؤس الحريري لحكومة تكنوسيّاسية.

أغلقت "القوات اللبنانية" باب وصول الحريري الى رئاسة الحكومة في بيان ليليّ صادم، فاتخذ رئيس حكومة تصريف الأعمال قراره بالتنحّي، خصوصا وان تخلّي القوات عنه كان رسالة واضحة بأن الغطاء الأميركي-الخليجي قد كُشف عنه، فباتت قوى 8 آذار أمام خيارات ضيّقة، بعد أن كانت وضعت حلّين لا ثالث لهما لتشكيل الحكومة.

يوم تحدّث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن الحلول المتاحة لعملية التكليف قال أمرين: إما حكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، وإما حكومة تكنوسياسية برئاسة شخصية يختارها الحريري ويدعمها علناً ويسمّيها في الاستشارات النّيابية، وبالتالي ما حصل في قصر بعبدا لم يكن واردا بالسابق، ولكن بعد تخلّي القوات عن الحريري واعتذار الأخير، وكشف الغطاء الأميركي عنه توجّه الى عين التينة وأبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بأن الخيارات أمامه ضيّقة جدا، وبأنه لم يعد باستطاعته ترؤس الحكومة لكي لا يكون متحدّيا للرغبة الأميركية-الخليجية، ولا حتى باستطاعته تبنّي ترشيح شخصية سنّية، بعد تبنّي الفريق الاميركي في لبنان لترشيح السفير الأسبق نوّاف سلام، فكان التوجّه للخيار الثالث التي أوجده بري.

إن كان ترؤس الحريري للحكومة صعبا، وترشيحه شخصيّة واضحة متعثرا، فلم لا نسمّي شخصيّة لا يعارضها الحريري، وهكذا حصل، والشرط الوحيد كان ألاّ يسمّي الحريري وكتلته أيّ إسم، لأن من شأن ذلك نزع الشرعيّة الشعبيّة والسّياسية عن إسم دياب، وجعله في مصاف أسماء التحدّي والمواجهة.

إن هذا الخيار أرضى "التيار الوطني الحر" أيضا، خصوصا أن رئيسه لا يريد ترؤس الحريري للحكومة، وجاءت نتائج الاستشارات النّيابية ترجمة لهذا الإتفاق "غير المعلن". بعد التسمية كان واضحا أن الشارع السنّي سيتحرك، ولو بجزء منه، وشارع الحراك سيتحرك ولو بقسم منه أيضا، فتحرك الأول بشكل خجول، لم يُعيدنا الى عام 2011 يوم سُمّي نجيب ميقاتي رئيسًا للحكومة فاشتعلت طرابلس وأُعلن عن يوم الغضب الذي استيقظ فيه المارد السنّي، وتحرّك شارع الحراك.

اللافت في تحرك الشارع الثاني كان غياب الرؤية والموقف، فاعترض بعض الثوّار على دياب لأنّه "بلون واحد"، مع العلم أنه نائب رئيس الجامعة الأميركية، وتزكيته كانت من رئيسها، واعترض آخرون لأنه "لن يستقبل الشعب بمنزله إن أصبح رئيسا للحكومة"، وبالتالي أظهر هؤلاء ضعف حجّتهم، بينما دعا آخرون لإعطائه فرصة.

في جولته السياسية على رؤساء الحكومات السابقين ظهر دياب بمظهر الواثق، وهذا كفيل بجعله يتقدّم الى الأمام، ولكن لا يمكن لأحد الحديث عن نتائج التكليف لأنّ الموقف الدولي من التسوية اللبنانية-اللبنانية غير واضح بعد، ولكن الواضح وبدون أدنى شكّ أنّ القوى السياسية التي سمّت دياب ستسهّل مهمته لأقصى الحدود، وإن كان لبن العصفور قُدّم للحريري سابقا فإنّ العصفور ولبنه سيقّدمان لدياب.

التعليقات على خبر: تسوية لبنانية لبنانية أوصلت دياب والموقف الدولي بشأنه لم يتّضح بعد

حمل التطبيق الأن